خلاصة العرقسوس (DGL): خلاصة العرقسوس المخصصة لأمراض القرحة الهضمية (قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر).

خلاصة العرقسوس المعروفة باسم (DGL) هي دواء رائع لأمراض القرحة الهضمية. ويشير مصطلح القرحة الهضمية إلى القرحة التي تحدث في المعدة (قرحة المعدة) أو في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (قرحة الاثني عشر). قرحة الاثني عشر هي أكثر شيوعا حيث تشير الإحصاءات إلى إصابة حوالي 6% إلى 12% من السكان البالغين في الولايات المتحدة بقرحة الاثني عشر. وبعبارة أخرى، هناك أدلة طبية تشير إلى أن حوالي 10% من سكان الولايات المتحدة قد أصيبوا بقرحة الاثني عشر في وقت ما في حياتهم. قرحة الاثني عشر هي 4 مرات أكثر شيوعا في الرجال منه في النساء، و4 إلى 5 مرات أكثر شيوعا من قرحة المعدة.

ما هي أعراض القرحة؟

على الرغم من أن أعراض القرحة الهضمية قد تكون غير موجودة أو غامضة جدا، إلا أن القرحة الهضمية ترتبط في معظم الأحيان بحالات عدم الشعور بالراحة في البطن والتي تتم ملاحظتها خلال 45-60 دقيقة بعد وجبات الطعام أو خلال الليل. وفي الحالات النموذجية للقرحة الهضمية، يوصف الألم على شكل نخر أو حرق أو تشنج أو ألم أو "حرقة في المعدة". ويؤدي تناول أو استخدام مضادات الحموضة عادة إلى تخفيف كبير لهذه الآلام.

ما هي مسببات القرحة؟

على الرغم من أن قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر تحدث في مواقع مختلفة، إلا أنها تبدو ناتجة عن آليات متماثلة. وعلى وجه التحديد، فإن حدوث قرحة المعدة أو قرحة الاثني عشر هو نتيجة لبعض العوامل التي تضر بالعوامل الوقائية الموجودة في بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة. وفي الماضي، كان التركيز في المقام الأول على الإفرازات الحمضية في المعدة على أنها السبب الرئيسي لقرحة المعدة وقرحة الاثني عشر. إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح التركيز موجها نحو بكتيريا الملوية البوابية ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs) مثل الأسبرين والإيبوبروفين.

العصارة الهضمية هي مادة حارقة للغاية. الأس الهيدروجيني (درجة الحموضة) للعصارة الهضمية (من 1 إلى 3 درجات) وقد تحدث القرحة بشكل فوري عبر الجلد. وللحماية من القرحة، تحتوي بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة على طبقة من الميوسين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التجديد المستمر للخلايا المعوية وإفراز العوامل التي تعمل على تحييد الأحماض عندما تلامس بطانة المعدة والأمعاء الدقيقة يشكل أيضا حماية ضد حدوث القرحة. لقد تم تصميم هذه الأحماض لهضم الطعام الذي نأكله، وليس لهضم المعدة أو الأمعاء الدقيقة.

وخلافا للرأي العام، فإن الإفراط في إفراز أحماض المعدة نادرا ما يكون سببا في حدوث قرحة المعدة. في الواقع، المرضى الذين يعانون من قرحة المعدة تكون لديهم مستويات إفراز أحماض المعدة طبيعية أو حتى منخفضة. وبالنسبة لمرضى قرحة الاثني عشر، حوالي نصف أولئك المرضى سجلوا زيادة في إنتاج أحماض المعدة. هذه الزيادة قد تكون نتيجة لزيادة عدد الخلايا المنتجة للأحماض والمعروفة باسم الخلايا الجدارية. وكمجموعة، فإن المرضى الذين يعانون من قرحة الاثني عشر لديهم ضعف عدد الخلايا الجدارية في معدتهم مقارنة مع الأشخاص الذين لا يعانون من القرحة.

وحتى في حالات زيادة في إنتاج أحماض المعدة في ظل الظروف العادية، فهناك عوامل وقائية كافية لمنع حدوث قرحة المعدة أو قرحة الاثني عشر. إلا أنه عندما تتعطل فاعلية هذه العوامل الوقائية، فيمكن عندها أن تحدث القرحة. فقدان الفاعلية يمكن أن يكون نتيجة لبكتيريا الملوية البوابية ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs) مثل الأسبرين والإيبوبروفين، بالإضافة إلى التدخين والكحول وضعف نظام التغذية والإجهاد والعديد من العوامل الأخرى.

ما هو العلاج الطبيعي الأمثل للقرحة؟

خلاصة العرقسوس المعروفة باسم (DGL). لقد اعتُبر العرقسوس دواء ممتازا للقرحة الهضمية منذ قدم التاريخ. إلا أنه نظرا للآثار الجانبية لمركب حمض الجلسريزيك الموجود في العرقسوس (يسبب ارتفاعات في ضغط الدم في بعض الحالات)، فقد تم اتخاذ بعض الإجراءات لإزالة هذا المركب من العرقسوس بهدف تشكيل خلاصة العرقسوس (DGL). وجاءت النتيجة ناجحة جدا وتمكن الباحثون من تشكيل مادة مضادة للقرحة لا تحتوي على أية آثار جانبية معروفة.

كيف تعمل خلاصة العرقسوس (DGL)؟

تتمثل آلية عمل خلاصة العرقسوس (DGL) في أنها تنشط أو تسرع عمل العوامل الوقائية التي تحمي من حدوث القرحة. ويختلف عمل هذه الآلية كثيرا عن طريقة عمل الأدوية المضادة للحموضة مثل تاجامت، زانتاك، بيبسيد، بريفاسيد، وبريلوسيك التي تعمل من خلال تحييد أو تثبيط عمل أحماض المعدة. ويتراوح إلى الأذهان في هذا السياق سؤال هام "هل لدى خلاصة العرقسوس (DGL) أي تأثير على بكتيريا الملوية البوابية؟" يبدو وأن الجواب سيكون "نعم" حيث أن خلاصة العرقسوس (DGL) مكونة من العديد من الفلافونويدات التي ثبت عمل بكتيريا الملوية البوابية.

كيف يمكن مقارنة خلاصة العرقسوس (DGL) بالأدوية المضادة للحموضة مثل تاجامت وزانتاك؟

لقد أشارت العديد الدراسات والأبحاث على مر السنين إلى أن خلاصة العرقسوس (DGL) هي عبارة عن مركب فعال لمكافحة القرحة. وفي العديد من دراسات المقارنة المباشرة، ثبت أن خلاصة العرقسوس (DGL) هي أكثر فعالية من الأدوية المضادة للحموضة مثل تاجامت وزانتاك سواء على مستوى العلاج قصير الأمد أو طويل الأمد للقرحة الهضمية. وبالإضافة إلى ذلك، ففي حين أن هذه الأدوية لها آثار جانبية كبيرة، إلا أن خلاصة العرقسوس (DGL) آمنة للغاية وتكلفتها بسيطة جدا.

ما هي نتائج الدراسات والأبحاث بالنسبة لدور خلاصة العرقسوس (DGL) في علاج قرحة المعدة؟

لقد جاءت النتائج في هذا السياق جيدة جدا. فعلى سبيل المثال، في دراسة حول دور خلاصة العرقسوس (DGL) في علاج قرحة المعدة، تم علاج 33 مريضا بقرحة المعدة باستخدام خلاصة العرقسوس (DGL) (760 ملغ، ثلاث مرات في اليوم) مع بعضهم واستخدام علاج بديل مع البعض الآخر لمدة شهر كامل. وجاءت النتيجة لتُظهر أن المجموعة التي تم علاجها باستخدام خلاصة العرقسوس (DGL) أظهرت تحسنا بنسبة (78%) بينما أظهرت المجموعة الثانية التي تم علاجها باستخدام العلاج البديل تحسنا بنسبة (34%). حالات الشفاء الكامل ظهرت بنسبة (44%) لدى المجموعة التي تم علاجها باستخدام خلاصة العرقسوس (DGL) بينما ظهرت بنسبة (6%) فقط لدى المجموعة الثانية التي تم علاجها باستخدام العلاج البديل.

كما أشارت الدراسات اللاحقة على خلاصة العرقسوس (DGL) إلى أنها فعالة مثل الأدوية المضادة للحموضة مثل تاجامت وزانتاك سواء على مستوى العلاج قصير الأمد أو طويل الأمد للقرحة الهضمية. فعلى سبيل المثال، في دراسة من دراسات المقارنة المباشرة مع دواء تاجامت، تم علاج 100 مريض بقرحة المعدة باستخدام خلاصة العرقسوس (DGL) (760 ملغ، 3 مرات في اليوم بين وجبات الطعام) مع بعضهم واستخدام تاجامت (200 ملغ، 3 مرات في اليوم و400 ملغ في وقت النوم) مع البعض الآخر. وجاءت النتيجة لتُظهر أن نسبة الشفاء من قرحة المعدة لدى المجموعتين كانت متماثلة سواء بعد 6 أسابيع أو 12 أسبوعا من فترة العلاج. إلا أنه في حين أن دواء تاجامت له بعض الآثار السمية المعروفة، فإن خلاصة العرقسوس (DGL) آمنة تماما للاستخدام.

قرحة المعدة غالبا ما تكون نتيجة لاستخدام الكحول، والأسبرين أو غيرها من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، والكافيين، وغيرها من العوامل التي تقلل من سلامة بطانة المعدة. وكما أظهرت الدراسات أن خلاصة العرقسوس (DGL) تعمل على الحد من نزيف المعدة الناجم عن الأسبرين، فإن هناك إشارات قوية تشير إلى أن خلاصة العرقسوس (DGL) مفيدة من حيث الوقاية من قرحة المعدة في المرضى الذين يحتاجون إلى علاج طويل الأمد باستخدام الأدوية المسببة للقرحة، مثل الأسبرين، أو غيره من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية ، والكورتيكوستيرويدات.

ماذا عن دور خلاصة العرقسوس (DGL) في علاج قرحة الاثني عشر؟

خلاصة العرقسوس (DGL) فعالة أيضا في علاج قرحة الاثني عشر. وربما يكون أفضل دليل على ذلك هو الدراسة التي أُجريت على المرضى الذين يعانون من قرحة الاثني عشر شديدة المستوى. في الدراسة، تم استخدام خلاصة العرقسوس (DGL) في علاج 40 مريضا يعانون من قرحة الاثني عشر المزمنة لفترة تراوحت بين 4 إلى 12 سنة واشتملت على 6 حالات انتكاس. جميع أولئك المرضى تمت توصيتهم باللجوء إلى العمليات الجراحية بسبب الآلام الشديدة وحالات القيء المتكرر التي كانوا يعانون منها على الرغم من استراحتهم المستمرة في الفراش واستخدامهم لمضادات الحموضة والأدوية القوية الأخرى. تم إعطاء 3 غرام من خلاصة العرقسوس (DGL) إلى نصف أولئك المرضى يوميا لمدة 8 أسابيع. وتم إعطاء 4,5 غرام من خلاصة العرقسوس (DGL) إلى النصف الآخر من أولئك المرضى يوميا لمدة 16 أسبوعا. وجاءت النتائج لتشير إلى أن جميع المرضى الـ 40 أظهروا تحسنا ملحوظا في غضون فترة تراوحت بين 5 إلى 7 أيام، كما أنه لم يلجأ أي منهم لخيار العملية الجراحية حتى بعد مرور سنة كاملة من المتابعة بعد فترة العلاج هذه. وعلى الرغم من أن كل الجرعات كانت فعالة، إلا أن الجرعة الأعلى كانت أكثر فعالية بكثير من الجرعة الأدنى.

وفي دراسة أخرى لاحقة، تمت مقارنة التأثير العلاجي لخلاصة العرقسوس (DGL) مع التأثير العلاجي لمضادات الحموضة (سيميتيدين) على 874 مريضا بقرحة الاثني عشر المزمنة. تم شفاء 91% منهم في غضون 12 أسبوعا. لم يكن هناك فرق كبير في معدل الشفاء بين المجموعات. إلا أن الانتكاسات كانت أقل لدى المجموعة التي تم علاجها باستخدام خلاصة العرقسوس (DGL) (8,2%) من تلك التي يتم علاجها باستخدام سيميتيدين (12,9%) أو غيرها من مضادات الحموضة (16,4%). تشير هذه النتائج، مع التذكير بمميزات الوقاية التي تتمتع بها خلاصة العرقسوس (DGL)، إلى أن خلاصة العرقسوس (DGL) هي العلاج الأكثر توفقا لقرحة الاثني عشر.

كيف استخدم خلاصة العرقسوس (DGL)؟

المعيار القياسي لجرعة خلاصة العرقسوس (DGL) في الحالات الحادة هي عدد 2 إلى 4 أقراص مضغ من فئة 400 ملغ. تؤخد هذه الأقراص بين وجبات الطعام أو قبل 20 دقيقة من وجبات الطعام. أما بالنسبة للحالات الأخف أو للاستخدام بهدف الوقاية من القرحة، تكون الجرعة عندها عدد 1 إلى 2 أقراص قبل 20 دقيقة من وجبات الطعام. استخدام خلاصة العرقسوس (DGL) بعد وجبات الطعام لا يأتي بنتائج جيدة. ويجب أن يستمر العلاج باستخدام خلاصة العرقسوس (DGL) لمدة 8 إلى 16 أسابيع على الأقل بعد أن تتحقق الاستجابة العلاجية الكاملة.

أظهرت الدراسات والأبحاث أنه لكي يكون استخدام خلاصة العرقسوس (DGL) فاعلا في شفاء القرحة الهضمية، يجب أن تختلط خلاصة العرقسوس (DGL) مع اللعاب. خلاصة العرقسوس (DGL) قد يكون لها دورا فاعلا في تعزيز الإفراج عن المركبات اللعابية التي تحفز نمو وتجدد خلايا المعدة والأمعاء. وفي هذا السياق، أشارت الدراسات والأبحاث إلى أن استخدام خلاصة العرقسوس (DGL) على كبسولات قد لا يكون فاعلا.

استخدام مضادات الحموضة يساعدني على معالجة القرحة. فهل يمكنني الاستمرار في استخدامها أم أنها تتعارض مع فعالية خلاصة العرقسوس (DGL)؟

يمكن استخدام مضادات الحموضة في المرحلة الأولى من مراحل العلاج من القرحة. جميع مضادات الحموضة آمنة نسبيا عند استخدامها بشكل عرضي، ولكني أوصي بشدة تجنب مضادات الحموضة التي تحتوي على الألومنيوم. كما أوصي باتباع التعليمات والإرشادات الخاصة بتلك الأدوية وتجنب الاستخدام المنتظم لها أو الإفراط في استخدامها. الاستخدام المنتظم لمضادات الحموضة يمكن أن يؤدي إلى سوء امتصاص المواد الغذائية، والاضظرابات المعوية، وتشكيل حصى الكلى، وغيرها من الآثار الجانبية الأخرى.

المراجع والمصادر:

  1. Berstad K and Berstad A: Helicobacter pylori infection in peptic ulcer disease. Scand J Gasroenterol 28:561-7, 1993.
  2. Sarker SA and Gyr K: Non-immunological defense mechanisms of the gut. Gut 33:987-93, 1992.
  3. Levenstein S: Peptic ulcer at the end of the 20th century: biological and psychological risk factors. Can J Gastroenterol 13:753-9, 1999.
  4. Weil J, et al.: Prophylactic aspirin and risk of peptic ulcer bleeding. BMJ 310:827-30, 1995.
  5. Parasher G and Eastwood GL: Smoking and peptic ulcer in the Helicobacter pylori era.Eur J Gastroenterol Hepatol 12:843-53, 2000.
  6. 6 Marle, J, et al.: Deglycyrrhizinised liquorice (DGL) and the renewal of rat stomach epithelium. Eur J Pharm. 72:219, 1981.
  1. Morgan Ag, et al.: Comparison between cimetidine and Caved-S in the treatment of gastric ulceration, and subsequent maintenance therapy. Gut 23:545-51, 1982.
  1. Kassir ZA: Endoscopic controlled trial of four drug regimens in the treatment of chronic duodenal ulceration. Irish Med J 78:153-6, 1985.
  2. Turpie AG, Runcie J and Thomson TJ: Clinical trial of deglycyrrhizinate liquorice in gastric ulcer. Gut 10:299-303, 1969.
  3. Rees WDW, et al.: Effect of deglycyrrhizinated liquorice on gastric mucosal damage by aspirin. Scand J Gastroent 14:605-7, 1979.
  4. Tewari SN and Wilson AK: Deglycyrrhizinated liquorice in duodenal ulcer. Practitioner 210:820-5, 1972.
  5. Beil W, Birkholz and Sewing KF: Effects of flavonoids on parietal cell acid secretion, gastric mucosal prostaglandin production and Helicobacter pylori growth. Arzneim Forsch 45:697-700, 1995.